:حكم قبول تهنئة الكفار للمسلمين.
لا يخلو الأمر من حالتين:
1. إما أن يهنئونا بأعيادنا ومناسباتنا الخاصة، فهذا لا خلاف فيما ظهر لي بمشروعية قبوله؛ لأنهم هنّؤونا بشيء مشروع في أصل ديننا، وبالضوابط الآتي ذكرها إن شاء الله تعالى.
2. وإما أن يهنؤونا بأعيادهم ومناسباتهم الدينية، فإن فعلوا فلا نجيبهم؛ لعدم شرعيتها، ولِمَا في قبولها من الإقرار لهم على باطلهم.
لا يخلو الأمر من حالتين:
1. إما أن يهنئونا بأعيادنا ومناسباتنا الخاصة، فهذا لا خلاف فيما ظهر لي بمشروعية قبوله؛ لأنهم هنّؤونا بشيء مشروع في أصل ديننا، وبالضوابط الآتي ذكرها إن شاء الله تعالى.
2. وإما أن يهنؤونا بأعيادهم ومناسباتهم الدينية، فإن فعلوا فلا نجيبهم؛ لعدم شرعيتها، ولِمَا في قبولها من الإقرار لهم على باطلهم.
++++++++++++++++++++++++++++++++
: حكم تهنئة الكفار.
اختلف أهل العلم في حكْم تهنئة الكفار، فذهب بعضهم إلى المنع، وبعضهم إلى الجواز.
قال ابن قدامة في "المقنع": (وفي تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم روايتان)::.
قال في "الشرح": (تهنئتهم وتعزيتهم تُخَرَّجُ على عيادتهم). فيها روايتان
إحداهما: لا نعودهم؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بَداءتهم بالسلام، وهذا في معناه.
اختلف أهل العلم في حكْم تهنئة الكفار، فذهب بعضهم إلى المنع، وبعضهم إلى الجواز.
قال ابن قدامة في "المقنع": (وفي تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم روايتان)::.
قال في "الشرح": (تهنئتهم وتعزيتهم تُخَرَّجُ على عيادتهم). فيها روايتان
إحداهما: لا نعودهم؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بَداءتهم بالسلام، وهذا في معناه.
والثانية: تجوز؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أتى غلامًا من اليهود كان مريضًا يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: (أسلم)، فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه، فقال: أطع أبا القاسم، فأسلمَ. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (الحمد لله الذي أنقذه بي من النار)
رواه البخاري. انظر "المقنع مع الشرح" (10/456). *****************************
أما تهنئةُ الكافرِ بالأمور العادية غير ذات الصلة بالعقيدة والدين؛ فالأصل في الجواز
كالتهنئة بالولد، أو بسلامة الوصول من السفر، أو نحو ذلك فالأصل الجواز؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].
ولأنّ قُدوم الولد سيكون على أصل الفطرة وهو الإسلام. فلربما كان هذا الخارج من صلب الكافر عابدًا لله، وقد اسْتَأنَى النبي صلى الله عليه وسلم بقومه، فلم يأمر ملك الجبال أن يَطْبِقَ الأخشبين عليهم،
وقال: (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله)، والحديث أصله في صحيح مسلم وغيره.
ومثله التهنئة بسلامة الوصول، فلعل هذا الإفساح يكون في الأصل، والتهنئة به ترقيقًا لقلبه، وتشجيعًا له على الإسلام.
**************************
وأما تهنئتهم بما يُؤثِّرُ على عقيدة البراء من الكفار؛ فحرام لا يجوز؛ لعموم قوله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾[المجادلة: 22]،
ومن ذلك التهنئة بشعائرِ الكفر المختصة بهم، فإنّه حرام بالاتفاق
كما ذكره ابن القيم في "أحكام أهل الذمة" (1/144).
***************************
كالتهنئة بالولد، أو بسلامة الوصول من السفر، أو نحو ذلك فالأصل الجواز؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].
ولأنّ قُدوم الولد سيكون على أصل الفطرة وهو الإسلام. فلربما كان هذا الخارج من صلب الكافر عابدًا لله، وقد اسْتَأنَى النبي صلى الله عليه وسلم بقومه، فلم يأمر ملك الجبال أن يَطْبِقَ الأخشبين عليهم،
وقال: (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله)، والحديث أصله في صحيح مسلم وغيره.
ومثله التهنئة بسلامة الوصول، فلعل هذا الإفساح يكون في الأصل، والتهنئة به ترقيقًا لقلبه، وتشجيعًا له على الإسلام.
**************************
وأما تهنئتهم بما يُؤثِّرُ على عقيدة البراء من الكفار؛ فحرام لا يجوز؛ لعموم قوله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾[المجادلة: 22]،
ومن ذلك التهنئة بشعائرِ الكفر المختصة بهم، فإنّه حرام بالاتفاق
كما ذكره ابن القيم في "أحكام أهل الذمة" (1/144).
***************************
وأما إذا هنؤونا بأعيادهم:
؛ فقد قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: (فإننا لا نجيبهم؛ لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يَرضاها الله تعالى؛ لأنها إما مُبتدَعَة في دينهم وإما مشروعة، لكن نسخت بدين الإسلام) انتهى ملخصا من "مجموع الفتاوى" (3/69)
؛ فقد قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: (فإننا لا نجيبهم؛ لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يَرضاها الله تعالى؛ لأنها إما مُبتدَعَة في دينهم وإما مشروعة، لكن نسخت بدين الإسلام) انتهى ملخصا من "مجموع الفتاوى" (3/69)
***********************************8.
: ضوابط التهنئة.
1. أن لا يترتب عليها ميْل القلب، ونشوء المودة كما تقدم في ضوابط الهدية، سواء كانت التهنئة منّا أو منهم.
2. أن لا تكون التهنئة للكافر بسبب عمل شركي، أو كفري، أو بدعي، أو فسقي؛ كمن يُهنِّئ الكفّار بمناسبة احتفالاتهم بأعياد ميلاد المسيح، أو بمناسبة الأيام الوطنية؛ لِمَا في ذلك من الإقرار على الشركيات والبدع.
3. أن لا تكون تهنئة الكافر مبدوءة بسلام؛ للحديث الصحيح: (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام..).
4. أن لا تتضمن تهنئة الكافر تعظيمًا وتسييدًا له؛ للحديث الصحيح: (لا تقولوا للمنافق: يا سيد..) الحديث.
5. أن لا تكون التهنئة بشعائرِ الكفر المختصة بهم.
قال ابن القيم في "أحكام أهل الذمة" (1/144): (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به؛ فحرام بالاتفاق). مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تَهْنَأُ بهذا العيد ونحوه. فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله، وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممّن لا قدْر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبْح ما فعل. فمن هنّأ عبدًا بمعصية، أو بدعة، أو كفْر؛ فقد تعرَّض لمقْت الله وسَخَطِه).
وأما إذا هنؤونا بأعيادهم؛ فلا نُجيبهم؛ لِمَا في ذلك من الإقرار لهم، والرضا عنهم. وبنحو هذا أفتى العلامة ابن عثيمين في فتاواه (3/54).
6. أن لا تكون تهنئة الكفار بسبب اعتلائهم المناصبَ؛ لأنّه نوعٌ من الركون إليهم والموالاة لهم.
قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ [هود: 113]،
ولم يكن من هدْي سلف الأمة تهنئة الكفار بمناصبهم ووظائفهم، ممّا أحدثه أهل الوقت، والله المستعان.
قال العلاّمة الشيخ حمود العقلاء رحمه الله: (إنّ تهنئة الكفار والتبريك لهم بمناسبة اعتلائهم المناصب أمر محرم شرعًا؛ لأنّ ذلك ركون إليهم وموالاة لهم..)
1. أن لا يترتب عليها ميْل القلب، ونشوء المودة كما تقدم في ضوابط الهدية، سواء كانت التهنئة منّا أو منهم.
2. أن لا تكون التهنئة للكافر بسبب عمل شركي، أو كفري، أو بدعي، أو فسقي؛ كمن يُهنِّئ الكفّار بمناسبة احتفالاتهم بأعياد ميلاد المسيح، أو بمناسبة الأيام الوطنية؛ لِمَا في ذلك من الإقرار على الشركيات والبدع.
3. أن لا تكون تهنئة الكافر مبدوءة بسلام؛ للحديث الصحيح: (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام..).
4. أن لا تتضمن تهنئة الكافر تعظيمًا وتسييدًا له؛ للحديث الصحيح: (لا تقولوا للمنافق: يا سيد..) الحديث.
5. أن لا تكون التهنئة بشعائرِ الكفر المختصة بهم.
قال ابن القيم في "أحكام أهل الذمة" (1/144): (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به؛ فحرام بالاتفاق). مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تَهْنَأُ بهذا العيد ونحوه. فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله، وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممّن لا قدْر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبْح ما فعل. فمن هنّأ عبدًا بمعصية، أو بدعة، أو كفْر؛ فقد تعرَّض لمقْت الله وسَخَطِه).
وأما إذا هنؤونا بأعيادهم؛ فلا نُجيبهم؛ لِمَا في ذلك من الإقرار لهم، والرضا عنهم. وبنحو هذا أفتى العلامة ابن عثيمين في فتاواه (3/54).
6. أن لا تكون تهنئة الكفار بسبب اعتلائهم المناصبَ؛ لأنّه نوعٌ من الركون إليهم والموالاة لهم.
قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ [هود: 113]،
ولم يكن من هدْي سلف الأمة تهنئة الكفار بمناصبهم ووظائفهم، ممّا أحدثه أهل الوقت، والله المستعان.
قال العلاّمة الشيخ حمود العقلاء رحمه الله: (إنّ تهنئة الكفار والتبريك لهم بمناسبة اعتلائهم المناصب أمر محرم شرعًا؛ لأنّ ذلك ركون إليهم وموالاة لهم..)
هذا ما تيسر جمعه،
مختصرًا من صيد الفوائد على الشبكة العالمية.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
مختصرًا من صيد الفوائد على الشبكة العالمية.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه.